الأحد، 22 يناير 2012

Blogger: خطأ في تنفيذ الطلب

رسالة إلى الشباب.. أنتم أداة التغيير تفاعلكم صمام الأمان لهذه الأمة.. والمستقبل معقود على وعيكم وتعاونكم

بقلم الدكتور: أحمد الخطيب

لقد حققتم في تجمُّعكم بساحة الإرادة أكبر إنجاز تاريخي، لم تشهد الكويت مثله؛ أفضى إلى رحيل الحكومة والمجلس.. كخطوة أولى في طريق الإصلاح، وهو إنجاز لم يستطع أعضاء مجلس الأمة أنفسهم - بأدواتهم الدستورية الفاعلة - أن يحققوه.

إنجازكم هذا جاء ثمرة تفعيلكم للمادة السادسة من الدستور، والتي تؤكد أن الأمة هي مصدر كل السلطات، فأنتم ـ الشعب ـ أعلى سلطة في الوطن، وتخضع لكم السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، وتستمد هذه السلطات صلاحياتها من ممثليكم في مجلس الأمة.

إن تحقيقكم لهذا النصر العظيم يعطيكم الإمكانية لانتشال الكويت من المستنقع المخزي الذي نعيشه؛ بسبب شل إرادة الشعب وتعليق الدستور عملياً وانتهاك القوانين ومصادرة ثروة الأمة من قِبل أشخاص ومؤسسات جشعة لا تهمها المصلحة العليا للوطن.

هذا الانتصار التاريخي يجعل المستقبل أمانة في أعناقكم ويمنحكم المسؤولية، وكل مُحب لهذا الوطن يعلم أنكم قادرون على إيصال أشخاص إلى المجلس بمستوى طموحاتكم، أشخاص محبين لهذا البلد ويريدون استقراره ورخاءه، وعودة دوره الريادي في المنطقة في كل المجالات.

نعم، إن الكويتيين المخلصين يحنّون إلى عودة أيام العز التي عاشوها برعاية أب هذه النهضة، الأمير الراحل عبدالله السالم الصباح، الذي احتضن طموحات هذا الشعب، وأشرف على تحقيقاته بكل طاقاته.

ودعوني أقدِّم لكم بعض الآراء والاقتراحات التي من الممكن أن تساعدكم على تحقيق هذه المهمة التاريخية، لا، بل المفصلية في تاريخ الكويت، والتي إن فرَّطنا فيها قد لا تتكرر في المستقبل المنظور:

أولاً: اللحمة الوطنية، هي وحدها التي سوف تحمينا من الزلزال الذي يجتاح الوطن العربي، فتماسكنا جميعاً بكل شرائح المجتمع، من دون استثناء، هو الذي سيساعدنا على اجتيازها بأقل الخسائر. ويقيني أن التوتر والشحن السياسي اللذين يقف وراءهما مفسدون، هما اللذان يعطيان صورة كاذبة، بل ومبالغ فيها، توحي بوجود شرخ في اللحمة الوطنية، فالكويتيون محبون لبعضهم البعض.. وهكذا عاشوا.. وهكذا سيستمرون.

فإذا كانت الظروف والوقت القصير لموعد الانتخابات لا يعطيان الفرصة للم الشمل لكل فئات الشباب الفاعلة في جميع المناطق التي تمثل جميع شرائح الشعب، فلا أقل من التنسيق في ما بينها ليرمي الشباب بثقلهم، وهم الأكثرية ومعهم الكثيرون من غير الشباب، من المخلصين والمحبين للوطن؛ من أجل دعم العناصر النظيفة الكفؤة من المرشحين، ورفض كل أشكال التفرقة، سواء كانت عائلية أم طائفية أم قبلية أم مالية..

فالمعيار الوحيد المطلوب هو الكفاءة والأمانة. وأود أن أركز على أمر مهم، وهو أن أي عمل جاد لا بد له من آليات تنفيذ وخطط للتحرك؛ من أجل ضمان الاستمرار والفاعلية في الأداء.

ثانياً: المراقبة الفعَّالة لعمليات الانتخاب؛ وذلك من خلال:

1 - التأكد من سلامة جداول الانتخابات وفحصها؛ لمحاربة نقل الأصوات أو تزوير الجداول. ولا بد من إيجاد فرق متخصصة في هذه المهمة.

2 - رصد كل التأثيرات المالية.. وغيرها، والعمل على توثيقها بالتصوير، أو بثها مباشرة؛ ليطلع عليها الجميع في وسائط شبكات التواصل الاجتماعي المتطورة المتاحة لكم، وأنتم خير من يعرف كيف يستعملها.. وها نحن نرى نتائجها في التحركات الشبابية في الوطن العربي وفي العالم كله. ونريد - أيضا - أن تكون الأجهزة المناط بها الإشراف وإدارة العملية الانتخابية تحت رقابتكم الصارمة؛ تمهيداً لتشكيل ما يسمى بالمفوضية العليا للانتخابات كجهة مستقلة.

3 - التأكد من أن كل المخالفات تسجل في المحاضر الانتخابية، وهذا حق لكل مرشح أن يثبت طعنه في هذه المحاضر.

4 - عملكم لا ينتهي عند إغلاق الصناديق وإعلان نتائج الانتخابات، بل يجب ان تتم مراقبتكم للفائزين ممن دعمتموهم للتأكد من أن أدوارهم في المجلس وخارجه تطابق تعهداتهم في خدمة الوطن، وليس لخدمتهم الشخصية.

المراقبة والمحاسبة يجب أن تكونا مستمرتين طوال عمر المجلس، فعليكم ملاحقة نوابكم في دواوينهم وبيوتهم وأماكن عملهم، وإشعارهم بأنهم تحت المراقبة بالطرق السليمة المعروفة، إن هم خانوا الأمانة؛ لأن البعض عندما يضمن الكرسي يبدأ في حصد المكافآت والهدايا والأموال المحرمة من أعداء الأمة، فقد شاهدنا كيف يدخل الواحد منهم الدورة الواحدة «حافياً»، ويخرج منها «مليونيراً»، ولا يبالي بخسارته في دورة قادمة.

5 - استفيدوا من خبرة شباب الربيع العربي والعالمي في أعمالكم؛ لأنكم جزء منهم، وفي تعاونكم قوة لكم، مع الأخذ في الاعتبار مسألة الخصوصية الكويتية، المتمثلة في وجود دستور 1962، فهم المستقبل الأكيد لهذا العالم، والعون لكم في حل مشاكلهم. والمستقبل الزاهر الذي يدعون له هو وحده الضمانة الأكيدة لأمن الكويت وحمايتها، فالكويت - كبلد صغير في هذه المنطقة- لا يستطيع أن يشعر بالأمان ضمن إمكانياته الذاتية المحدودة، والاعتماد على الغير هو انتحار أكيد؛ لأن السياسة هي مصالح.. لا مبادئ، والمصالح السياسية متغيِّرة وغير ثابتة.

6 - ارصدوا المرشحين الحاليين؛ لأن قوى الفساد تحاول أن تسقط المرشحين الوطنيين والمصلحين في دفع مرشحين آخرين لتشتيت الأصوات فقط لمصلحة مرشحيهم الفاسدين مثلهم؛ لأنه يصعب عليهم دعوة الغير لانتخابهم.. لذلك، فهم يدفعون الآخرين لخوض المعركة الانتخابية، وهؤلاء يقعون في الفخ عن حُسن نية.. هؤلاء من الممكن معرفتهم عندما تظهر عليهم مظاهر النعمة فجأة، فمن كان يعيش في بيت متواضع ينتقل فجأة الى بيت أكبر وأحدث، ومن صاحب دخل محدود يصبح قادراً على تمويل حملة انتخابية مكلفة تفوق إمكانياته المادية.. هؤلاء يجب رصدهم ومعرفتهم وكشفهم وكشف من «ورَّطهم»؛ لأن اعتمادهم على «ربع» الديوانية والأصحاب لا يؤدي إلى النجاح، بل إلى حجب الأصوات النظيفة عن المرشحين المفيدين للوطن.. لذلك، فإن التحايل في الرشوة وتأجير البيوت أو سراديب البيوت والتوسع الواضح بتعيين المندوبين وإعطائهم مكافأة، هو في الحقيقة شكل من أشكال شراء للأصوات يجب كشفه ومحاربته.

7 - الحكومة تعهدت بإجراء انتخابات نزيهة، وعليه، فإن الشباب مخوَّل للتأكد من نية الحكومة في اختبارها، بالتعاون معها في كشف هذه التجاوزات وإحالة مرتكبيها إلى العدالة، سواء كان راشياً أم مرتشياً.

كلمة أخيرة

أنتم جزء من حركة التغيير العالمية التي تجتاح دولاً عديدة؛ طلبا للتغيير.. أنتم المستقبل وأنتم الأمل، وأنا على يقين بأنكم - بتعاونكم وتعاضدكم ووعيكم - قادرون على إنقاذ الوطن.

إن تعاونكم وتفانيكم في خوض هذه المعركة ضمانة لمستقبلكم ومستقبل أبنائكم.

إن إيماني بكم لا يتزعزع، فسيروا على بركة الله.

كل الطيبين في هذا البلد يدعون لكم بالتوفيق؛ وسيساعدونكم في مهمتكم النبيلة هذه.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق