السبت، 10 ديسمبر 2011

ان كويت الوطن لم تكن يوما لجماعة بذاتها او لفريق دون آخر ولم تكن في سماتها ابدا قبلية او طائفية او فئوية وكل ما تحقق من مكاسب وانجازات انما هو بفضل تآلف وتكافل وتلاحم اهل الكويت جميعا مستكملين مسيرة الآباء والاجداد وهم يغالبون شظف العيش على صحرائها وفي عرض البحار والمحيطات والديمقراطية فيها صوت الضمير لديهم امتثالا لقوله تعالى "وشاورهم في الامر" ووحدة اهلها فيها هي الارادة المشتركة الجامعة لهم على مواجهة التحديات وهي ملاذنا ومستقرنا ما بين المهد واللحد الى يوم الدين.
واذ اجدد اليوم التأكيد بأن التزامنا بالنهج الديمقراطي وبالحرية المسؤولة ثابت وراسخ ومتجذر وهو خيارنا جميعا الذي لا رجعة فيه فان الدستور يمثل العقد الذي ارتضيناه حكما عادلا يعمل الجميع تحت سقفه وفي اطاره وهو الانجاز الحضاري الذي نفتخر به ونعتز وسأعمل دوما من اجل صيانته وحمايته.
ولا شك بأن الديمقراطية تعني لغة الدستور والقانون والحرية المسؤولة المحكومة بالأطر القانونية المحددة التي تحقق المصلحة الوطنية العليا وتتيح الرقابة والمساءلة والنقد الموضوعي لكل خلل او تقصير ولم تكن يوما اداة للفوضى والانفلات والتشكيك والتحريض.
فطوبى لكل من عاش من أهلها على ترابها ضارعا مرضاة الله في وطنه وطوبى للحكومات والمجالس التشريعية المتعاقبة وطوبى لكل مخلص كان له شرف المشاركة في مسيرة بناء الدولة العصرية دولة القانون والمؤسسات.
ان هذه المسيرة الطيبة لم تتحقق عن طريق الاحلام والخطب والتمنيات وانما هي ثمرات جهود دؤوبة مبرورة وارادة حرة خلاقة والتزام صادق بأمانة المسؤولية في العمل والانجاز وتواصل حي في الوفاء والعطاء جيلا بعد جيل.


صباح الاحمد الصباح .
25/2/2011




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق